الواقع العربي

عرب أميركا.. كفاءة الفرد وفشل الجماعة

سلط برنامج “الواقع العربي” الضوء على ضعف الحضور العربي بالحياة السياسية الأميركية، الحقيقة التي تظهر جلية مع كل موسم انتخابي يتحول فيه مسلمو وعرب أميركا إلى أضعف حلقة بالمشهد الانتخابي.
رغم تزايد عدد العرب والمسلمين ووصولهم إلى مراكز بارزة في المجالات العلمية والأكاديمية بالولايات المتحدة الأميركية، لا يزال تأثيرهم السياسي محدودا.

يظهر ذلك جليا مع كل موسم انتخابي يتحول فيه مسلمو وعرب أميركا إلى أضعف حلقة في المشهد الانتخابي الأميركي، وهدفا لبعض المرشحين الذي لا يخشون دفع أي ثمن في مهاجمة العرب أو المسلمين.

يعزو المدير التنفيذي بالمركز العربي في واشنطن خليل جهشان ضعف هذا الحضور إلى عدم الاستمرار.

ويوضح أن نجاحات عدة حققتها الجاليات العربية قبل عقدين، لكن قصر النفس والخلفيات المتعددة لكل جالية لها دور في محدودية الحضور.

بعد النكسة
وأضاف لبرنامج "الواقع العربي" حلقة (12/6/2016) أن العرب لم يشاركوا في الحياة السياسية إلا بعد تسعين عاما من قدومهم لأميركا قبل 120 عاما، وتحديدا بعد حرب يونيو/حزيران 1967.

السبب في رأيه أن العربي لم يأت من مجتمعات منفتحة ديمقراطية، ولم يمارس مهنة التأثير على صانع القرار في بلده، وحين قدم إلى الولايات المتحدة كان همه الأول تحسين وضعه الاقتصادي وضمان تعليم أبنائه في الجامعات الأميركية.

بدوره قال الكاتب الصحفي سعيد عريقات إن العرب يفتقدون إلى قضية مركزية لهم، كما كانت الحال في السبعينيات حين كان الالتفاف واضحا حول القضية الفلسطينية، ولذا تحققت بعض النجاحات.

لكنه نبه إلى أن المنظمات المسلمة غير العربية حالها ليس كحال العرب، فهي فاعلة وتستطيع الوصول إلى الشخصيات البارزة والتأثير فيها، بينما ينتمي العرب إلى مرجعيات محلية يحملونها معهم إلى أميركا.

ودليلا على أهمية القضية الواحدة أشار عريقات إلى أن اللوبي اليهودي "إيباك" يركز فقط على إسرائيل ودعم إسرائيل، وما عدا هذا كل شيء ثانوي.

ومضى يقول إن اللوبي يحتاج إلى كثير من الدعم المالي وتوفير الكفاءات من أجل قضية كبرى، والحال -كما يضيف- أن اللوبيات العربية ذات مصالح ضيقة تخص الدول كاللوبي السعودي والمصري.. وهكذا.

يذكر أن عدد العرب في الولايات المتحدة لا يتجاوز 1%، بما يقارب ثلاثة ملايين نسمة، وأغلبهم من أصحاب الكفاءات المهنية العالية.